نحن لا نستطيع ان نكتب عن ماضينا الا عندما نكون قادرين على لمس جراح الماضي دون ان نتألم مرة أخرى ... عندما نكون قادرين على النظر خلفنا دون حقد ... دون آلم ... دون حنين ...
كنتِ دائماً كذلك ... كنتِ لا تقوين على استحضار الماضي فقررتي أن تهربين الى بلاد الخيال ... وتنشئين وطن بلا ذكريات ...
تعيشين به وحيدة ... وتنسين ما فات ...
تزرعين الورود ... لتنسيكِ تلك الأشواك التي نثرتها ورائك على طريق الرحيل ... تتركين كل ملامحي تنادي خلفك ... ولكن كيف تراكِ ستقتلعينها من صدرك ... او كيف ستمزقين ملامحي من ذاكرة عينك ... اتراكِ ستصنعين قلب بديل لقلبك ... أم ستمنحين نفسك هدية ... ذاكرة فارغة تكفيكِ لعالم أخر ... أم ستسرقين نبض احدهم ... وتمنحينه الموت ... وكأنكِ آله ... يمنح الموت والحياه ...
لن تكوني شيء صديقتي ... ما دام ما ينبض بداخلك نبض لغيرك ... وذاكرة فارغه تماماً ... ووطن لا يملك في داخله سوى الفشل ...
وأناس بقلوب انت من صنعها ... واجساد تحمل من الوهم الكثير ... وهواء لا يخالطه سوى الكذب ... سيكون عالم من الدمى ... التي ستنتهي منها الحياة الوهمية في اي لحظه ...
حينها ستكونين وحدكِ ... كما كنتِ دوماً ... حينها ستدركين ان الجنة لا تساوي قيمة من غير ساكنيها ... وان النار ستكون بالنسبة لكِ هي الوحدة ...
اتراها تلك الدمى ... ستبكي مع من منحتها الحياة ... ام تراها ستمسح من على وجنتيكِ دموعك ... وتمنحكِ الأبتسامة !!!!
صديقتي ... اخبرتني بكل عقائد الحب ... ولكنكِ لم تخبريني ماذا يفعل مؤمن أحرقوه لأيمانه ... وماذا يفعل كافر صلبوه ليتخلى عن شكوكه ...
لم تخبريني ... ماذا يفعل رجل مثلي مع أمرأه مثلك ... تقتلع قلبه وتهرب منه في غمرة انشغاله بالدفاع عن بقائها ... لا أدري ....
كنت أحبكِ بأيمان احمق ... كمجوسي يدافع عن ناره المقدسة ... رغم انه يدرك ان حفنة ماء واحدة ستخمدها تماماً ... كنت احبكِ ... لأنكِ كنتِ الشيء الوحيد الصادق في عمري ... كنت احبك لانكِ انتي ... لا غيرك ... من احببت ...
رغم اعلاني لتركك ... والتزامي في قراري ...
كان قلبي يندفعلك ... خلسة مني يجيك ...
يزف احلام عذارى في طي السوادي ...
اعترفلك ... رغم عزمي على الرحيل ...
الا أن في النفس انكسار ... اعترفلك ...
بقلمي :
احمد
شيء من فراق ...